بقلم / أ. إبراهيم عيسى .. اللقاء الشيموني بيريزي

ممكن حد يفهمنا لماذا يلتقي الرئيس مبارك بشيمون بيريز رئيس إسرائيل؟!

طبعا الأفاقون والمنافقون سيقولون نفس الكلام المكرر السقيم عن دعم عملية السلام في المنطقة، كم ألف مرة قابل مبارك شيمون بيريز وترددت هذه الثرثرة؟ ماذا فعل مبارك بمقابلاته شبه الأسبوعية علي مدي ثلاثين عاما مع الذين يقول عنهم أصدقاءه من صهاينة تل أبيب؟ المؤكد أن نظام مبارك لا يخيفهم ولا يزعجهم بل يفزعون جدا من غيابه ومن خلو مصر من مبارك ونظامه أما استمراره للأبد فهو حلم إسرائيلي، فسياسات النظام المصري هي أكبر داعم وحليف في العالم لإسرائيل بل لعلها تنافس أمريكا في تحالفها ودعمها لإسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ضد كل من يفكر أن يرفع سلاحاً في مواجهة تل أبيب حبيبة شرم الشيخ!

مصر تخاصم إيران وحماس وحزب الله وسوريا وهم- للمصادفة- الذين تعتبرهم، اسرائيل أعداء لها، فصار كل أعداء تل أبيب هم أعداء قصر العروبة!

فما الذي يجعل مبارك يلتقي بالرئيس الإسرائيلي ونحن نعرف أن منصب الرئيس في إسرائيل شكلي وبروتوكولي ولا يملك سلطة تحريك فازة فوق مكتب في إسرائيل، لا حول له ولا سلطة ولا نفوذ ولا قوة فلماذا يقابله مبارك؟

عدة أسباب:

1- يريد الرئيس ومن حوله أن يعطوا العالم انطباعاً بأن مصر تلعب دوراً لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بالمفاوضات المباشرة التي هي تعليمات مباشرة من أوباما والأمريكان ورغبة من نتنياهو وأنتم تعرفون أن رغبات إسرائيل أوامر تصدر في واشنطن وتحاول القاهرة مخلصة وجاهدة تنفيذها.

2- إقناع المجتمع الإسرائيلي والإعلام تحديدا هناك بأن الرئيس في صحة جيدة ونشط في عملية المفاوضات حتي تكف الألسن والمصادر الإسرائيلية عن التصريح والتلميح فيما يخص حقيقة الحالة الصحية لمبارك، وكأن السياسة الخارجية المصرية تقول لليهود والصهاينة، هل يمكن أن تجدوا أعظم من نظام مبارك أمانا وأميناً علي عهده مع إسرائيل؟! فتوقفوا عن التشويش علي صحته!

3- عندما يلتقي مبارك ببيريز سيري الجميع صورة عاطفية رومانسية تجمع بين الرئيسين المصري والإسرائيلي في حضن بعضهما أو خلال تبادل قبلات أو مصافحة، ويدرك منها المراقبون أن بيريز أكبر سناً من مبارك ولايزال في مقعد يطل من نافذة المسئولية رغم سنه التي بلغت السابعة والثمانين، فلماذا تتحدثون إذن عن مبارك وهو لايزال في الثانية والثمانين؟ فالرجال في هذه السن - بدليل مبارك وبيريز - لايزالون قادرين علي شغل الإعلام بلقاءات وصور وتصريحات!

ستسمع بعد لقاء مبارك بيريز نفس الكلام المعاد ونفس الأوهام البليدة وذات الأكاذيب المفضوحة عن دفع عجلة السلام كأن أحدا لم يتعلم من ضعف السياسة المصرية أمام سادة وسياسة إسرائيل، وكأن أحدا لايزال يراهن بضعفه واستسلامه بأن إسرائيل سوف تمنحهم فتات أرض كانت تسمي فلسطين.

يبدو أن اللحظة التي خرج فيها الصهاينة من سيناء كانوا قد دخلوا فيها إلي القاهرة!